التوقيت الأحد، 24 نوفمبر 2024
التوقيت 02:35 ص , بتوقيت القاهرة

هل تعلم | أسرار "كتاب الموتى" عند الفراعنة وعلاقته بالحياة الأخرى

عقيدة "الموت والخلود" لدى المصريين القدماء كانت تستهوي الشعب المصري القديم أكثر من أي شعب آخر، وذلك بسبب طبيعة المصري القديم وكثرة تأمله فيما حوله من ظواهر، ولكن هل تعلم أسرار كتاب الموتى عند الفراعنة ولماذا كان يعتقد الفراعنة بوجود حياة أخرى بعد الموت، وما يحتويه الكتاب حتي يعتقد أنه ينجيهم في الحياة الأخرى.


منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام خلال حكم الأسرة التاسع عشر يذكر التاريخ أحد القدماء المصريين باسم "آني" وكان يتمتع بأعلي مستوى عيش من مستويات مصر القديمة، وفي هذه الفترات التاريخية من الازدهار بدأت الحضارة تطرح أسئلة فلسفية حول الحياة، والحياه بعد الموت، ويتضح من السجلات التاريخية أن فكرة الحياة بعد الموت كانت تثقل تفكير "آني" اعتقاداً منه أن عدم الترتيب للحياة بعد الموت تعرض فرص الحصول على الفردوس في الحياة الأخرى للخطر والدليل على هاجس "آني" للحياة ما بعد الموت هي القطعة الأثرية الفريدة من فنون الدفن التي عثر عليها.


 


لفافة "آني"


 


اكتشف علماء الآثار أكثر من 20 ألف نسخة من كتاب الموت الفرعوني، وتعود أقدم النصوص لعام 1500 قبل الميلاد، بينما تعود أحدثها للقرن الرابع الميلادي، ولكن لفافة "آني" تعد الأشهر والأفضل من بينها.


"لفافة آني" تعد أشهر نسخ كتاب الموتي بسبب الجودة العالية لصناعتها الفنية وهي أفضل مثال على كتاب الموتى الفرعوني، والتي توجد في المتحف البريطاني، والتي رسمت عام 1250 قبل الميلاد، وتحتوي على 65 صلاة وتعويذه سحرية، و50 رسمًا ملوناً، وهي إحدى أطول اللفائف المكتشفة عن كتاب الموت وتبلغ طولها 78 قدماً، ولكن الطريقة التي حصل بها المتحف البريطاني علي هذه اللفافة مليئة بالمؤامرات والجدل، وأحضرت لفافة "آني" من مصر عام 1887م على يد موظف في المتحف.


 


كتاب الموتى


 


رسومات كتاب الموتي


 


أبرز أسطورة تهتم بمفهوم البعث و الحساب هي تلك التي وردت بالتفصيل في ما يسمى بكتاب الموتى الفرعوني و الذي يعرف أيضا ببردية “حونفر”.


يعود منشأ كتب الموتي الي مؤسسة تسمي "منزل الحياه" وهي مكان متصل بمجمعات المعبد الرئيسي، حيث تروج التعاليم الروحيه وتصمم الطقوس الدينية وتخلق الاساطير او تقص علي الاقل، وهناك ابتكرت نصوص الدفن.


 


هذا الكتاب يتكون من مجموعة مفصلة من التعاويذ والصلوات التي كانت تنقش على جدران المقابر أو على التوابيت و ذلك في عصر الدولة القديمة (ما بين 2780 ق.م و 2263 ق.م)، لتتحول إلى بردية مكتوبة خلال عصر الدولة الوسطى و الحديثة (ما بين 2134 ق.م و 1069 ق.م)، حيث تكتب نصوص التعاويذ و توضع البردية في التابوت إلى جانب المومياء.


و قد كان كل مصري قديم ذو شأن معين حريصا على تكليف الكهنة خلال تحنيطه و دفنه بتجهيز كتاب الموتى الخاص به، بحيث يذكر فيه إسمه و إسم أبيه واسم أمه ووظيفته في الدنيا، وذلك إستعدادا ليوم وفاته وتجهيز طقوس نقله إلى مقبرته، و لم يكن هذا الأمر متوفراً لكل المصريين ?نه مكلف جدا لذلك إختصت به طبقة معينة من النبلاء و الموظفين و خدام الآلهة في المعبد.


تلك التعاويذ والصلوات التي يحملها الكتاب هي تعليمات إرشادية تمكن الميت من تخطي العقبات والمخاطر التي ستصادف روحه في أثناء رحلته إلى الحياة الأخرى، وتدله أيضا على الوسائل التي يتعين عليه أن يستخدمها ليتمم هذه الرحلة بنجاح من دون أن يتعرض لأي سوء.


الكثير من كتب الموتي قد صنعت من دون الاشاره الي مالكها ويترك فراغ عندما يأتي شخص يرغب به يكتبون اسمه عليه ليكون جاهز ليوضع في قبره.


 


"كتاب الموتى" ومحاكمة الميت


 


توجد في كتاب الموتى عادة صورة لأوزيريس جالسا على عرشه في الآخرة وإلى الخلف تستند إليه أختاه إيزيس ونفتيس، وأمامه أبناء إبنه حورس الأربعة الصغار ليساعدوه في حساب الميت


كانت قاعة محاكمة الموتى في العالم الآخر تسمى باسم قاعة التحقيق ، ويوجد بها اوزوريس جالساً على العرش وخلفه شقيقتاه ايزيس ونفيتس و14 نائباً، وفي وسط القاعة يوجد ميزان كبير وبجانبه وحش لحمايته، كما يوجد في القاعة أيضاً تحوت وانوبيس .


و تبدأ اجراءات محاكمة الميت عندما يقوم انوبيس بإدخال الميت (مرتدياً ثوباً من الكتان) الذي يحي اوزوريس وباقي الآلهة، ثم يدافع الميت عن نفسه 36 مرة لأنه يخشى ألا يصدقوه فيعيد إقراره الدال على براءته متوجهاً نحو الـ 42 إلها (كانت مصر مقسمة إلي 42 إقليما فكان كل إله يمثل إقليماً من أقاليم مصر) و بعد ذلك يذكر الميت كيف كان خيراً يعطي الخبز للجائع ويقدم الماء للعطشان و يكسى العاري.


 


كتاب الموتي عند المصرين القدماء


 


وقد كان تصور المصري القديم أن الإله حورس سوف يأتي بالميت بعد نجاحه في اختبار الميزان ويقدمه إلى أوزيريس، ويُعطى لباسا جميلا ويدخله إلى الحديقة “الجنة”، و قبل ذلك لا بد من أن تتم عملية وزن أعمال الميت في الدنيا عن طريق وضع قلبه في إحدى كفتي الميزان وتوضع في كفة الميزان الأخرى ريشة “ماعت” وهي رمز “العدالة والأخلاق السوية”، فإذا كانت الريشة أثقل من قلب الميت، فمعنى ذلك أنه كان شخصاً طيبا في حياته و على خلق كريم فيأخذ ملبسا جميلا ويدخل حديقة “الجنة” حيث حقول الفردوس تتخللها الأنهار من تحتها ليعيش فيها راضيا سعيدا الي الأبد. أما إذا ثقل قلب الميت عن وزن الريشة فمعناه أنه قد كان في حياته شخصاً شريرا، و عندئذ يُلقى بالقلب وبالميت إلى حيوان خرافي يكون واقفا بجوار الميزان – اسمه “عمعموت” رأسه رأس أسد وجسمه جسم فرس النهر وذيله ذيل تمساح  فيلتهمه هذا الحيوان على التو وتكون نهايته.


 


محتوى "كتاب الموتى"


 


 من الأجزاء الأساسية في كتاب الموتى دعاء خاص يدافع به الميت عن نفسه (ويسمى الاعتراف بالنفي)، حيث يقول :


"السلام عليك أيها الإله الأعظم إله الحق. لقد جئتك ياإلهي خاضعا لأشهد جلالك، جئتك ياإلهي متحليا بالحق، متخليا عن الباطل، فلم أظلم أحدًا ولم أسلك سبيل الضالين، لم أحنث في يمين ولم تضلني الشهوة فتمتد عيني لزوجة أحد من رحمي ولم تمتد يدي لمال غيري، لم أكن كاذبا ولم أكن لك عصيا، ولم أسع في الإيقاع بعبد عند سيده. إني (ياإلهي) لم أوجع ولم أبك أحدا، وما قتلت وما غدرت، بل وما كنت محرضا على قتل، إني لم أسرق من المعابد خبزها ولم أرتكب الفحشاء ولم أدنس شيئا مقدسا، ولم أغتصب مالا حراما ولم أنتهك حرمة الأموات، إني لم أبع قمحا بثمن فاحش ولم أغش الكيل. أنا طاهر، أنا طاهر، أنا طاهر. وما دمت بريئا من الآثام، فاجعلني ياإلهي من الفائزين.”


- وقاية الميت من الشياطين والأرواح الشريرة والثعابين وغيرها.
- تعرف الميت عند البعث الطريق إلى الآخرة.
- تساعده على عبور بحر النار، والصعاب التي تهدده.
- تسمح له بالتردد بين العالم الأرضي والعالم الآخر.
- تساعده على الحياة في الآخرة.
-تساعده على الحصول على الماء والغذاء وتلقي الهبات والأضحية، وعطائها في العالم الآخر.
- تساعده على معرفة الأماكن في الآخرة، وتذكر أسماء الآلهة والأسماء المهمة (مثل اسم باب الآخرة).
- تساعده على معرفة الأبواب وأسمائها وتعاويذ فتحها والمرور منها والوصول إلى الآلهة وتعريف نفسه لهم.


 


رأي الباحثين في الاعتقاد الديني لـ"كتاب الموتى"


 


يعتبر الباحثون أن كتاب الموتى أقدم مثال للكتاب الديني بالنسبة للمصريين القدماء مثل الإنجيل والقرآن، وكان يعد اكتشافا تاريخيا وقتها، وفسر العلماء ذلك بأن كتاب الموتى يعتبر أول مراحل ظهور الكتاب الديني، وكان يعتبر الكتاب الديني هو أول مرحلة للتفكير في الحياة الأخرى لدى المصريين القدماء قبل ظهور الأنبياء، وأن المصرين القدماء كان لديهم اعتقاد تام بوجود الحياة الأخرى بعد الموت.


 


 


اقرأ أيضًا


هل تعلم | "القرين".. وعلاقته بالظواهر الخارقة للطبيعة


هل تعلم | أسرار عن نصر 6 أكتوبر.. ورعب تكنولوجيا الحرب القادمة


هل تعلم | نبات "سحري" يعالج السكر ويحمي من السرطان.. تعرف عليه


هل تعلم | حقيقة السفر عبر الزمن أصبحت ممكنة


هل تعلم | غرير العسل.. حيوان بحجم قط يصارع الأسود ولا يتأثر بسموم الأفاعي


هل تعلم | أخطر عقرب في العالم.. على شكل عملة معدنية


هل تعلم | السر وراء طلاء الطائرات باللون الأبيض


هل تعلم | طولها يعادل ارتفاع مبنى.. تعرف على أضخم أفعى في العالم


هل تعلم | أغرب مهر للزواج حول العالم


هل تعلم | قصة "البارون" وعبدة الشيطان